سنتعرف معا على ماركة Zara ، وكيف تمت نشأئتها.
أمانسيو أورتيغا هو مؤسس مجموعة أزياء Inditex العالمية، التي تندرج تحتها علامات
تجارية كثيرة تنتشر في أغلب دول العالم، وتعد ماركة Zara للأزياء والاكسسورات أشهرها على
الإطلاق، والتي تتوزع منتجاتها في أكثر من 93 دولة حول العالم، حيث تعد امبرارطورية
عظيمة في عالم الملابس والأزياء. ومن المثير للجدل أن حكاية رائد الأعمال والملياردير
أمانسيو أورتيغا وامبراطوريته جاءت من بدايات عادية جدا، حيث الولادة والنشأة في الفقر
الشديد والنهاية بالوصول إلى أنه يعتبر أغنى رجل في العالم في عام 2016.
فما هي الظروف التي وصلت به إلى هذا المجد، وكيف بدأ رحلته الجميلة نحو العالمية؟
وُلد أورتيغا في مدينة بسدونجو دي أرباس بشمال غرب أسبانيا في 28 مارس 1936،
ونشأ على يد والده الذي يعمل عامل بسيط في السكك الحديدية، ويوصل لنا عمل والدته
عن حالتهم المادية والفقر الذي كانت أسرته تعيشه، حيث عملت والدته خادمة، وكانوا
فقراء للحد الذي أن والدته كان عليها أن تطلب المساعدة من صاحب المتجر في الحي الذي
يسكنونه كي تستطيع الحصول على ائتمان لإطعام أسرتها في بعض الأحيان، وهو ما كان
يتم الرد عليه بالرفض في أحيان كثيرة، مما ترك أثر كبير في أمانسيو. غادر أورتيغا
المدرسة في الرابعة عشرة من عمره فقط – على الرغم من أنه كان طفلاً حسن السلوك –
حتى يستطيع كسب المال للحفاظ على أسرته ووجودها. بدأ أورتيغا مع زوجته الأولى
روزاليا ميرا وإخوته بصنع «أردية الحمام» الخاصة بهم، ثم اتسعت إلى ملابس داخلية-
وكان يبلغ من العمر عندها منتصف العشرينات من عمره – وواصل أورتيغا العمل بشكل
جدي وخلفه زوجته التي كانت الدافع الأكبر له، ولم يفوت وقت طويل حتى أنشأ مصنعه
الخاص ليبدأ رحلته في عالم الأزياء.
Zara
أصدر أورتيغا أول أعماله وورشته في لاكورونيا في شمال غرب أسبانيا في عام 1963،
والتي تدعى «Confecciones GOA»، وستكون في ما بعد نقطة البداية نحو العالمية،
والوجهة التي تجذب ، والتي تعتبر حجر الأساس لإمبراطوريته الناشئة، حيث بدأ بالعمل
وحده ومعه زوجته، وبمرور السنين ارتفع عدد الموظفين تدريجياً في ورشته حتى وصل
عدد الموظفين إلى 500. قرر أورتيغا أن يتفرع ويفتتح أول متجر لزارا في عام 1975
في لاكورونيا الأسبانية، وذلك بعد العمل بشكل جاد في صناعة الملابس لأكثر من عقد
من الزمن، وكان من المفترض أن يدعى المتجر الجديد اسم «زوربا»، لكنه اكتشف أن
هناك حانة تحمل نفس الاسم على بعد شارعين من المتجر.
يقول مدير اتصالات الشركة خيسوس إيتشفاريا لصحيفة نيويورك تايمز: «لقد
صنعوا بالفعل القوالب المختصة بالعلامة التجارية، لذا قاموا فقط بإعادة ترتيبها لمعرفة ما
يستطيعوا العثور عليه كاسم بديل لزوربا، ولقد وجدوها في النهاية ،ماركة Zara ».
اكتسب المتجر سمعة جيدة في تقديم الملابس ذات الجودة المرتفعة، والأسعار المعقولة،
وبينت العلامة التجارية الجديدة الحداثة والتغيير، وهذا كله اعد للعلامة التجارية الناشئة
اكتساح أسواق أسبانيا. أتى أورتيغا بمعنى تسويقي حديث أطلق عليه اسم «الموضة السريعة»،
حيث يقوم بتجديد ما يعرض في متجره كل 48 ساعة تقريباً، وفي أثناء تلك الفترة كان هذا
الأمر بالنسبة لمحال الأزياء والعلامات التجارية الأخرى قد ياخذ شهوراً لتجديد مخزونها،
لكن أورتيغا غيّر مفاهيم الخطة تماماً، حيث وجود ملابس جديدة على «الرف»، بصورة
أسرع من أي وقت مضى. قررأورتيغا عمل مصنع لكل من GOA وZara على مشارف
لا كورونيا وهي مدينة موجودة حالياً في شمال غرب أسبانيا في عام 1977، وذلك بعد نجاح
أول متجر لـ ماركة Zara ، وبحلول عام 1983 أصبحت العلامة التجارية الحديثة اسماً مميز في
عالم صناعة الأزياء